المدرب محمد سلامة : في يوم اللغة العربية " تدريب معلم اللغة العربية أثناء الخدمة ضرورة وليس ترفا"



     التغيرات المتسارعة التي فرضها تقنيات المعلومات
 والاتصالات والعولمة والانفتاح على الشعوب الأخرى، وغيرها من المستجدات حتّمت علينا التعامل مع التربية والتعليم كعملية لا يحدها زمان أو مكان، مستمرة مع الإنسان كحاجة وضرورة لتسهيل تكيّفه مع المستجدات في بيئته. 

ومن هنا تكتسب شعارات "تعليم الطالب كيف يتعلم" و"تعليم الطالب كيف يفكّر"   و"التنمية المهنية للمعلم "أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولات مستقبلية في غاية الأهمية.  

  فالتكيّف مع المستجدات ومتطلبات العصر يستدعي تعلّم مهارات جديدة، واستخدام المعرفة في مواقف جديدة؛ مما جعل التربية تواجه تحديات متعددة زادت من مسؤولياتها، كتوفير الفرص الملائمة لتطوير المهارات الحياتية وتحسينها لدى الطلبة بصورة منظمة وهادفة؛ كالمهارات اللغوية مثل القراءة الناقدة والقراءة ما بين السطور، والقدرة على التعبير عن حاجاتهم ومشاعرهم وآرائهم بصورة سليمة من خلال الكتابة والتحدث على سبيل المثال لا الحصر.


    وبناء عليه فقد ظهرت حاجات ومتطلبات جديدة للمتعلمين، أصبح منتظراً على إثرها من المعلم أن يعدَّل ويطور من أدواره ووظائفه؛ مما أدى إلى ظهور حاجة ماسة للاهتمام بنوعية المعلم والعمل على رفع مستواه؛ عن طريق برامج التدريب أثناء الخدمة؛ الأمر الذي يتطلب من المعلم أن يطوّر مفاهيمه المهنية ويجدد أساليبه التدريسية، ومن هنا نشأت الحاجة إلى استمرار النمو المهني للمعلم طوال مدة أدائه لوظيفته.


    واللغة دون سائر المواد الدراسية الأخرى تُكتسب بالممارسة، وتحتاج لاكتساب مهاراتها إلى الأنموذج اللغوي الجيد الذي يُحتذى به.


 ومعلم اللغة العربية هو ذلك الأنموذج اللغوي المتاح ؛ لذا فإنه في حاجة مستمرة إلى رفع مستوى أدائه المهني ، وتجديد معلوماته وطرائق وأساليب تدريسه ، والاستفادة من معطيات العصر الحديث في تدريس اللغة العربية ؛ فهو اليوم في حاجة ماسة لمهارات تدريس جديدة تساعده على أداء أدواره على الوجه المطلوب منه كمهارة تدريس القراءة أو الكتابة أو التحدث مثلا ، تجعله أبعد نظراً وأكثر فهماً لمتطلبات مهنته، ولعل ذلك لن يكون متاحاً إلاَ من خلال برامج تدريب أثناء الخدمة، باعتبار أن الإعداد الذي تلقاه ليس كافياً لضمان جودة أدائه ، وفاعلية تدريسه؛ إذ إنه لا يوفر له سوى بعض الأسس التي تساعده على البدء في ممارسة التدريس ،وعليه فإنه يظل  في حاجة مستمرة إلى تجديد معارفه ، وتطوير كفاياته المهنية .


    إنّ معلم اللغة العربية يحتاج أكثر من معلمي المواد الدراسية الأخرى إلى تدريبٍ أثناء الخدمة؛ في ظلَ أهمية اللغة العربية في توطيد علاقة المتعلم بدينه وأمته، وفي تحصيل المواد الدراسية الأخرى، فضلاً عن كونها أداة الاتصال المجتمعي بين الناس، وأداة الإنسان في التفكير والتعبير عن آرائه وأفكاره ومشاعره؛ لذلك فهو يحتاج إلى تطوير مهني مستمر؛ ليقوم بوظيفته في تدريس اللغة العربية وتمكينها عند متعلميها على خير ما يرام.


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

اعلانك هنا